الرئيسية - أبرز الاخبار والتحقيقات - بري وباسيل… الآتي اعظم بعد الانتخابات

بري وباسيل… الآتي اعظم بعد الانتخابات

الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل خطان متوازيان لا يلتقيان ابدا، بهذه المعادلة الحسابية يصف المحيطون بالرجلين الحال السياسية السائدة بينهما من بداية انطلاقة باسيل السياسية وقبل وصوله الى رئاسة التيار الوطني الحر التي فاقمت الخلاف السياسي بعد ان فقد باسيل كما يقول “حركيون” مفاتيح السيطرة على العلاقة التي تحولت من الحلف السياسي السابق في 8 آذار الى الخصومة القاسية المتنقلة من الملفات السياسية الى الانتخابات، وقد كان وصف رئيس التيار لبري “بالبلطجي” السبب الاساسي في اندلاع المواجهة التي تمتد الى استحقاق 6 ايار وابعد منه ربما.

ففي هذا اليوم يخوض التيار وحركة امل المعركة الانتخابية في بعض الدوائر على اللوائح نفسها وفي اخرى مثل جزين تشهد معركة لا “ترحم” بين “الاستاذ ” والوزير لتصفية الحساب العالق بينهما من زمن تسريب فيديو محمرش البترونية. اضطرت التحالفات الانتخابية ان يكون التيار وامل على اللوائح نفسها المشتركة والتي تضم حزب الله ايضا في بعبدا وبيروت والبقاع الغربي، وفي مواجهة في جزين، ففي بعبدا تحالف التيار مع الثنائي الشيعي وفق مصلحة الطرفين وفي بيروت أجبر التيار على ركوب سفينة الثنائي الشيعي وفي البقاع الغربي التحق التيار بلائحة عبد الرحيم مراد داعما ترشيح ايلي الفرزلي بعدما تحالف المستقبل مع القوات.

في جزين تتخذ معركة باسيل وبري منحى آخر عن سائر الدوائر، هنا يريد باسيل ان يقول لبري “جزين لنا” فيما يسعى بري لكسر الاحادية التي ارساها التيار واستئثاره بمقاعد جزين الثلاثة والقانون الجديد يتيح لبري ما كان متعذرا، وحيث اصبح المرشح الجزيني المدعوم من امل المرشح ابراهيم عازار يملك فرصة فعلية واقوى من اي وقت للفوز في الانتخابات. وهذه المنازلة الكبرى بين التيار وامل بدون شك ستترك تداعياتها على مستقبل العلاقة، وحيث ان المتداول به ان نجاح عازار وسقوط احد النواب العونيين يوازي بالنسبة لحركة امل او يعادل كل نتائجها، فيما يعتقد البعض ان تصويب باسيل على بري في جولاته الانتخابية هو من اجل حماية مرشحيه الجزينيين ولاضعاف بري وشد العصب المسيحي حول باسيل تمهيدا لمعركة الرئاسة المقبلة.
بين بري وباسيل ينشط حزب الله محاولا ان يلعب دور “المهدئ” في قلب المعركة، لكن محاولات حزب الله لا تجد حلا للازمة، ولم يعد الحزب يملك فائضا من المبادرات لاصلاح الوضع بين الحليفين بعدما جرى استهلاكها جميعا في المعركة، وعليه يستعد الطرفان لمرحلة ما بعد الانتخابات استعدادات وجهوزية المعركة التي ستطال كل المواقع فالتيار سيصوب على رئاسة المجلس فعندما يسأل النواب المنتمون الى التيار عن معركة المجلس يحضر الجواب جاهزا” كل شي بوقتو حلو” في اشارة واضحة ان الخيارات مفتوحة على اكثر من احتمال ولو بدا ان التيار يمكن ان يكون تقريبا وحده في هذا الخيار خصوصا ان رئيس الحكومة سعد الحريري يربط اي قرار في هذا المجال برئاسة الحكومة، الخلاف الابرز سيكون في توزيع الحقائب في الحكومة المقبلة، فالتيار يريد انتزاع المالية من بري وليس واردا في حسابات الاخير التفريط بحصة امل في حقيبة المال.

واذا كان هذا جزء من مرحلة سياسية سوف تشهد المزيد من الاحتقان والتشنج بين الطرفين فان المؤكد ان حرب بري وباسيل لا شيىء يطفئها هي مرشحة دائما لان تشتعل مجددا،بدون شك فان الآتي اعظم اذا ما صحت التوقعات.

المصدر : مروى غاوي – الحدث