كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : مع مرور الاسبوع الاول من الفراغ الرئاسي الرسمي، إنتشرت الشائعات في مختلف المناطق اللبنانية، حول فوضى مرتقبة ستنطلق في الشارع، تبدأ بخلافات سياسية حزبية، فيتطور الوضع نحو الاسوأ ويغيب الاستقرار، وسط غياب كرسي الرئاسة الاولى، وتواجد حكومة تصريف الاعمال وسفر رئيسها، الامر الذي لا يبشّر بالخير، لا بل يزيد المخاوف والهواجس من وجود طابور خامس، يساهم بقلب الاوضاع رأساً على عقب بدقائق معدودة، لان «جسم البلد لبيّس»، لكن ما يطمئن في المقابل هو جهوزية المؤسسة العسكرية، وإستنفارها الدائم امام كل ما يتحضّر، وهذا ما اكده قائد الجيش العماد جوزف عون امام مجموعة من الضباط، بأنه لن يسمح بـ»خربطة» الوضع، خصوصاً مع قدوم المغتربين لقضاء عطلة الاعياد اواخر الشهر المقبل، مؤكداً انّ الامن ممسوك بقوة لانّ ضرب الاستقرار ممنوع.
معادلة فرنجية – سلام صعبة التحقيق؟
على الخط الرئاسي، برزت خلال الايام القليلة الماضية معادلة سليمان فرنجية مقابل نواف سلام، أي رئيس جمهورية محسوب على الخط الممانع، مقابل رئيس حكومة محسوب على الخط المعارض، وفي هذا الاطار، ووفق إتصالات «الديار»، افدنا بأنّ هذه المعادلة غير مطروحة، وانّ الاسمين غير مرتبطين ببعضهما، حتى انّ نائباً معارضاً علّق ضاحكاً بالقول:» ما بيجمعن شي، صعبة يتفقوا مع بعضن»، مما يشير الى انّ المعادلة المذكورة صعبة التحقيق حالياً، لكن لاحقاً كل شيء وارد، خصوصاً انّ سلام غير مرفوض من قبل المعارضة، لكن بالتأكيد الكل ينتظر تلك التسوية الخارجية التي توصل عادة الرئيس الى بعبدا.
الراعي يُواصل صرخاته: إنتخبوا رئيساً
هذا، ويواصل البطريرك الماروني بشارة الراعي دعواته المتكرّرة، الى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، تفادياً للتداعيات السلبية التي ستنتج عن الفراغ، وفي عظته امس في بكركي توجّه الى النواب قائلاً: « تريدون لبنان واحداً انتخبوا رئيساً، ما قيمة نيابتكم وتمثيلكم اذا كنتم لا تملكون حرية القرار في انتخاب رئيس؟، محذراً من أنّه مع غياب رئيس الجمهورية، يتعذر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وتابع: «تريدون لبنان كياناً واحداً؟ انتخبوا رئيساً للجمهورية، تريدون دولة لبنان الحديث، واستمرار صيغة الشراكة الوطنية؟ انتخبوا رئيساً، وأنتم أيها المسؤولون عن حصول الشغور الرئاسي، والمسؤولون اليوم عن انتخاب رئيس جديد، فلم تتأخرون وتتهرّبون وتعطلون؟ ولمَ تحجمون وتتريثون وتتقاعسون؟ ربما لا تملكون حرية القرار، فما قيمة نيابتكم؟ وإذا كنتم أحراراً في قراراتكم، فجريمة ألا تفرجوا عن قراركم الحر، وتنتخبوا رئيساً جديداً حراً، ثم ما قيمة تمثيلكم للشعب، إذا لم يكن على رأس الجمهورية رئيس؟».
مفاجآة في جلسة الخميس…
وفي إطار المشهد الذي يتكرّر في كل جلسة لإنتخاب رئيس، اشار مصدر نيابي محسوب على المستقلين لـ» الديار» الى انّ السيناريو المعروف سيتكرّر حتى إشعار آخر، أي لا رئيس هذا الخميس، وقال:» لكن الخرق وارد وفق ما وصلني من معلومات عن طرح إسم رئاسي جديد خلال الجلسة سيُحدث مفاجآة، على ان يسبق ذلك اتصالات مكثفة بين المعنيين بالملف الرئاسي» ، لكنه إستبعد ان يعلن الثنائي الشيعي إسم مرشحهما للرئاسة، على الرغم من انه معروف، لكن حتى اليوم يفضلان عدم تسميته في العلن.
«الكابيتال كونترول» يعود اليوم
إعتاد « الكابيتال كونترول « على السقوط خلال جلسات اللجان المشتركة، بسبب رفض غالبية النواب إقراره، في حال لم يتمّ التوصل الى خطة للتعافي الاقتصادي، تحمي المودعين من جهة، والمصارف من جهة أخرى. وبعد السجالات والأخذ والردّ كانت اللجان تتفق على تعليق المناقشات، لحين إيجاد حلّ جذريّ، على أن يتمّ الاستعانة بمجموعة اختصاصيين حقوقيين لدراسة قانون «الكابيتال كونترول» واتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن، لتعود بذلك الكرة الى ملعب الحكومة، التي عليها تقديم اقتراحاتها وخططها في هذا السياق، ليُجرى البتّ في القانون لدى اللجان، واجريت التعديلات عليه بهدف حماية أموال المودعين، دون أن تنجح اللجان في إقرار المشروع، ورفعه الى الهيئة العامة للتصويت عليه، لكن اليوم سيكون نجم الساحة النيابية وسجالاتها المتكرّرة، فهل يجتاز الإمتحان او يستمر بالدوامة؟