كشفت سلسلة تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيليّة، اليوم الأحد، المعطيات الأوليّة التي سيتضمّنها اتفاق ترسيم الحدود البحرية المُزمع توقيعه بين لبنان وإسرائيل.
وتشير أبرز المعلومات المرتبطة بمسودة الاتفاق إلى أن لبنان سيحظى بمنصة غاز خاصّة به على أن تبعد 5 كيلومترات عن منصّة الغاز الإسرائيلية في البحر.
ووفقاً للمعطيات، فإنّ سيادة حقل قانا ستكون للبنان بشكل كامل على أن تحصل إسرائيل على أموالٍ لقاء جزء الحقل الموجود ضمن المياه الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل. إلا أنه وفي ما خصّ هذه النقطة، لم تُحدد التقارير الجهة التي ستدفع المال لتل أبيب، لكن التقارير السابقة رجّحت أن يكون هذا الأمر من مهمّة الشركة المشغلة لحقل “قانا”.
وذكرت المعلومات المتوافرة أن منصتي الغاز، اللبنانية والإسرائيلية، سيجري تشغيلهما من قبل شركة “إنيرجيان” التي ستتولى استخراج الغاز من حقل “كاريش”.
وفي السياق، فقد لفت موقع “ماكو” الإسرائيلي إلى أنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ما زالت تتهيّأ لاحتمال حصول أي صراع محدود أو شامل مع “حزب الله”.
واليوم الأحد، أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد موافقة أولية على مسودة اتفاق الترسيم مع لبنان، مشيراً إلى أنها “ستصون مصالح إسرائيل الأمنية والتجارية بشكل كامل”.
كذلك، أعرب لابيد عن انفتاحه على فكرة إنتاج لبنان للغاز الطبيعي من حقل متنازع عليه في البحر المتوسط إذا حصلت إسرائيل على رسوم منه، معتبراً أنّ الاقتراح الأميركي المرتبط بالترسيم سيرفع من اقتصاد إسرائيل، ويُعزز الأمن الإقليمي في المناطق الشمالية لإسرائيل قرب الحدود اللبنانية، وسيسمح لإسرائيل بإنتاج غاز طبيعي إضافي وتوفير عائدات جديدة للخزينة الوطنية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: “منذ أكثر من عقد، تحاول إسرائيل التوصل إلى هذه الصفقة. سيتم تعزيز الأمن شمالا وسوف يعمل حقل كاريش وينتج الغاز الطبيعي. وستتدفق الأموال إلى خزينة الدولة وسيتم تأمين استقلال الطاقة لدينا. الصفقة تعزز أمن إسرائيل واقتصادها. نحن لا نعارض تطوير حقل غاز لبناني إضافي، سنحصل منه بالطبع على الحصة التي نستحقها، وهذا الحقل سيضعف اعتماد لبنان على إيران، ويكبح حزب الله ويعزز الاستقرار الإقليمي”.
نصرالله حصل على ما يريد
من جهته، قال رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق آموس يادلين لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية إن “معايير الاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، لم تُنشر بعد حتى الآن”، معتبراً أن الافتراض الذي قد يكون قريباً من الحقيقة هو أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حصل على كلّ ما يُريد وبالتالي يشعر بالرّضا”.
وأعرب يادلين عن أمله في أن تعرض الحكومة الإسرائيلية على الجمهور المعايير المرتبطة بالاتفاق، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يتوصل لبنان وإسرائيل إلى اتفاقٍ يستفيد منه الجانبان، وأضاف: “لكل جهة رؤية مختلفة ويمكن لكل منهما خدمة مصالحه الخاصة.. لن أتفاجأ في حال لم يتم الاتفاق”.
وعن خطاب نصرالله يوم أمس السبت من بلدة شقرا – جنوب لبنان، قال يادلين: “ما سمعته يجعلني أرى أن نصرالله يعرف الاتفاق ويعرضه على الجمهور في لبنان على أنه إنجاز له. هناك أشياء معقدة للغاية هنا لا نراها بعد. أعتقد أنه من المهم أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق، ولبنان يحتاج مثل الهواء للتنفس لإنتاج الغاز من البحر الأبيض المتوسط، لأن البلد ينهار اقتصادياً وهذه فرصته الوحيدة تقريباً، وإسرائيل بحاجة للسلام والعمل، ولعل هذا الاتفاق سيقلل النفوذ الإيراني”.