الرئيسية - أبرز الاخبار والتحقيقات - الشهيد فرج الله فوعاني… ثائر القلم والريشة والسلاح

الشهيد فرج الله فوعاني… ثائر القلم والريشة والسلاح

بعيداً عن الصراعات الداخلية وجبهات القتال المذهبية والطائفية التي قسمت البلاد وأغرقتها بالدماء آنذاك. اتخذ “فرج الله فوعاني” ورفاقه وحزبه الحزب الشيوعي اللبناني درب النضال الحقيقي الهادف لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وعملائه حتى اقتلاع جذوره، فكان خياره والعديد من رفاقه الإنضمام لصفوف جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) لتحرير الأرض والإنسان وتوحيد الوطن أيضاً. 31 عاماً على استشهاده… وما زال تراب الجنوب الذي روي بدمائه ليزهر نصر التحرير، يتوق كعائلته ورفاقه وأصدقائه إلى احتضان رفات فرج الله التي ما زالت معتقلة لدى العدو الصهيوني في مقابر الأرقام.
هي سنوات عديدة مرت، ولم تنجح عملية التبادل العديدة من الإفراج عن رفات شهداء “جمول” التسعة ومن بينهم فرج الله، هم من الذين حرروا لنا الوطن، وهم أجدر من يستحق تحرير رفاتهم.

نبذة
للمقاومة أشكال عدة، والشهيد فرج الله جمع أغلبها. هو الشاعر، الرسام، المعتقل، المناضل والشهيد، بل الشهيد الأسير. ابن قرية حولا الجنوبية (مواليد 21أيلول 1964). نشأ في عائلة مقاومة، إذ أن فرج الله وأشقائه (خالد، عمران، نضال، شفيع والذي كان عمره 12 سنة) جميعاً اعتقلوا لدى سجون العدو وعملائه وكذلك والدتهم “أم خالد”.
أيضاً سلك جميع دروب المقاومة، حيث استطاع أن يجعل الارتباط وثيقاً بين الممارسة السياسية والممارسة الأدبية أو الفنية، خاض تجربة جديدة يومها والتي عرفت فيما بعد بـ “أدب المقاومة” والتي أصبحت جزءاً من الثقافة الوطنية.
الشهيد فرج الله فوعاني، انتسب للحزب الشيوعي اللبناني عام 1980، وانخرط في العمل العسكري منذ عام 1978. انتخب مندوباً للمؤتمر الخامس للحزب ممثلاً عن رفاقه الشيوعيين المنخرطين في صفوف (جمول).
انتسب إلى جبهة المقاومة الوطنية منذ انطلاقتها عام 1982. وكان مسؤولاً لكشاف التربية في كفررمان حتى عام 1981 ومن ثم انتقل للعمل بعدها في إطار كشاف اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني.
اعتقل عدة مرات من قبل العدو الإسرائيلي في معسكري أنصار وعتليت.
تجلت مقاومته باتجاهين؛ الأول ميداني حيث نفذ أكثر من 200 مهمة وعملية عسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، والثاني بفنه وأدبه، وقام بنشر قسم من لوحاته الفنية على صفحات جريدة “النداء”.
استشهد في 16/1/1987 أثناء قيامه بتنفيذ عملية للمقاومة الوطنية في كفرفالوس.

أجمل الأمهات… أم خالد
هي أجمل الأمهات، أم الشهداء، امرأة جنوبية مقاومة، “أم خالد” والدة الشهيد الفنان فرج الله فوعاني، ما زالت تنتظر عودة رفاته، وما زالت كلماته حاضرة أمامها عندما ردد ونفذ قناعاته الوطنية:
“هكذا الأبطال يا أمي… أبطال الطريق
يحبون الموت من أجل شعب للدرب رفيق
يكرهون حياة الذل وزمان الظلم العتيق
يحملون بنادقهم ليزهر ورد الربيع
لتبقى الشمس مشرقة رغم كل الصقيع
هكذا الأبطال يا أمي
يردون الحرية للمنجل والفلاح
يردون للعامل المطرقة والسلاح”.

أيضاً لم تغب وصية “فرج الله” عن بال “أم خالد” يوماً:
“أمي عندما يطلع الفجر ويطلّ عليك حاملاً بطاقة استشهادي. ربما لن تحصلي على أشلاء جثتي، فلا تحزني، ربما يكون استشهادي حياة للمعذبين في وطني”.
“أم خالد” عندما تسألها عن “جمول” تقول وبكل فخر “لو عادت الأيام لما ترددت يوماً أن أقاوم انا وأولادي حتى الذين استشهدوا منهم”. وحول عودة رفات الشهيد فرج تلعن انتظارها وتأمل بعودتها لتعتبرها تعويضاً عما لحق بها من حزن، “لأعزي نفسي بدفنها في الأرض التي ناضل من أجل تحريرها وفي وطنه”.

أعماله الفنية
حملت لوحاته وأشعاره الدعوة من أجل “وطن محرر وديمقراطي” وفرحة النصر، كما ان مرارة تلك الفرحة تتكرر في عدد من رسوماته، فالأيدي التي تخترق الأسلاك الشائكة نازفة الدماء باتجاه شمس الحرية ليست إلا تعبيراً عن الشباب الثائر والمقاوم. أما الشمس المشرقة فهي حياة الأجيال القادمة بفخر وعزة، هي عودة الوطن لأبنائه، هي دعوة الحياة.

حلم التحرر والتحرير رافقه دائماً وجسده في فنه ونضاله. ستبقى لوحاته وكتاباته تجسد موقف كل لبناني قاوم بالقلم، بالموقف أو بالسلاح، بل تجسد حلم كل شهيد وأسير داخل معتقلات العدو بالحرية والنصر والتحرير. وأبرز دليل على ذلك إحدى لوحاته التي رسمها في المعتقل حيث قام برسم قضباناً تمتد من بينها يد تحمل ورقة كتب عليه “لماذا نحن هنا؟” وكأنه ما زال يردد الآن ورفاقه “لماذا نحن هنا؟ نحن لسنا أرقاماً، نحن تاريخ حفر نصراً وما زال نضالنا مستمراً”

إن صوت وإبداع وبندقية “فرج” وكل المقاومين والأسرى والشهداء والأحياء، ما زالت حاضرة، ويجب أن تبقى كذلك. استشهدوا لتحرير الأرض والإنسان، وواجبنا تحرير الإنسان الذي حرر الأرض، وسنكمل درب النضال وسننتصر بمعركة التغيير.

بيان جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية
حول استشهاد الرفيق فرج الله فوعاني
“قامت مجموعة شهداء الباروك الرفاق: باسم شمس الدين، إبراهيم هاشم، سلمان مقلد، علي يونس ومحمد حمدون في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وذلك بمناسبة اقتراب ذكرى استشهادهم التي تصادف بتاريخ 24/1، بالهجوم على منشآت كفرفالوس وذلك مساء الأربعاء الواقع في 14/1/1987. وقد استشهد خلال العملية الرفيق البطل فرج الله فوعاني.
إن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية إذ تنعي الشهيد البطل وتعاهده وتعاهد من خلاله كافة شهداء جبهة المقاومة الوطنية، وتعاهد جماهير شعبنا في المناطق المحتلة على مواصلة النضال والكفاح حتى تحرير كامل ترابنا الوطني دون قيد أو شرط”.

من قصائده
“أرضي”
أرضي ولن أركع….
رغماً عنهم سأحبها
وبجسدي أدافع عنها
هي أمي وأنا ابنها
رغماً عنهم سأحبها
أموت فيها ولا اتركها
يا أعداء الشمس!!
يا من سرقتم بلادي والحرية
وأشعلتم نار العبودية
قسماً…
قسماً بالدم الأحمر
قسماً بشهيدنا الأكبر
شعبي سيصنع قدره
ولعدوه يحفر قبره
خسئت أياديكم القذرة
ارحلوا يا جبناء وغدرة
قسماً… سنقاتلكم
مهما فعلتم بنا…!
لن نركع….
لن نخضع
سنحطم القيود
سنصنع الصمود
من سواعد الفقراء
من دماء الشهداء
قسماً… سنحاربكم
بالنار والحديد….
أحرار وعبيد….
سنحمل السلاح
للسلام والكفاح.” / فرج الله فوعاني 1/9/1982

#الشهيد_فرج_الله_فوعاني
#جبهة_المقاومة_الوطنية_اللبنانية
#الحزب_الشيوعي_اللبناني

– كاترين ضاهر – موقع النبطية