الرئيسية - منوعات - الانتقادات العائلية… كيف تضع حدا لها؟

الانتقادات العائلية… كيف تضع حدا لها؟


يرسم بعض الآباء صورة محددة لأبنائهم، وكيف عليهم أن يديروا حياتهم وما يجب أن يحققوه، وإذا لم يسلك الأبناء هذا المسار تحديدا وطابقوا الصورة التي رسمها الآباء في مخيلتهم، ينهال عليهم سيل من الانتقادات اللاذعة واللوم واتهامات بالفشل وسوء إدارة حياتهم.

وحتى إن كنت تعلم أن هذه الانتقادات هي طريقتهم الخاصة للتعبير عن اهتمامهم، فإنها قد تثير مشاعر سلبية لديك، ولوضع حد للتأثير السلبي لهذه الانتقادات، هذه نصائح المختصين النفسيين إليك:

ارسم حدودك
أوضحت الأخصائية النفسية سارا جوي بارك 3 خطوات لوضع حدود صحية للأهل بطريقة لطيفة دون تجاوز:

أولا، يجب أن تكون محددا بشأن ما تريد من أسرتك، وكيف ستتصرف إذا تم تجاوز تلك الحدود، على سبيل المثال، يمكنك القول “أشعر بالألم من تعليقاتكم على وزني، ولن أستمر في محادثة تتعلق بهذا الموضوع”.

ثانيا، كن متسقا وثابتا حتى تعزز تلك الحدود، فمن الشائع أن يعارض الأشخاص الحدود الموضوعة لهم، ولكن إذا حافظت على ثباتك، سيتكيف من حولك مع هذه الحدود.

ثالثا، تقبل أنه كما وضعت أنت حدودك، سيختار الآخرون طريقتهم للاستجابة إلى ذلك، وتقبلك ذلك من البداية يجعلك مهيئا لاستقبال أي نوع من الرد.

انتظر لحظة
من الطبيعي أن تثير الانتقادات شعورك بالغضب أو الإهانة أو الإحراج، وقد ترد بشكل دفاعي، مما يزيد الأمور تعقيدا وتنقلب المحادثة إلى جدال حاد.

ولتجنب ذلك، انتظر لحظة قبل أن ترد بشكل انفعالي، وحاول أن تذهب إلى مكان آخر أو تنفس بعمق وهدوء.
ويساعدك هذا الوقت المستقطع الصغير على التفكير بشكل منطقي وعدم التصرف بشكل انفعالي، وقد تدرك وقتها أنك غير مضطر للرد على الطرف الآخر لأن هذه الانتقادات ليست حقيقية أو لا تمثلك، وأنك غير مضطر للتفاعل معها.

عبر عما تحتاجه
يرتبط الاهتمام والنقد معا لدى البعض، ولا يغير ذلك حقيقة أنها كلمات قاسية وجارحة، فإذا كنت تعلم أن الانتقادات هي طريقة عائلتك للتعبير عن اهتمامهم، شاركهم تفهمك لحرصهم عليك، وعبر عما تحتاجه منهم بدلا من ذلك.

على سبيل المثال، إذا شاركت والديك حدثا سيئا وقع لك، وكان ردهم عليك بالانتقاد واللوم، يمكنك القول “أتفهم محاولاتكم لحمايتي، ولكنني أشعر الآن بالخوف والغضب مما تعرضت له، وما أحتاجه منكما هو الدعم والتصديق على مشاعري، ثم مناقشتي حول كيفية التصرف بشكل أفضل لاحقا، دون لوم أو نقد”.

افصل بين شخصك وفعلك
لا يجيد الجميع التعبير عن نقدهم بشكل فعال، ويخلط البعض بين الشخص نفسه وبين فعله، وبدلا من رفض أو انتقاد الفعل، يصبح النقد والرفض موجها للشخص في ذاته.

ويمكنك توضيح ذلك لأفراد أسرتك، ومناقشتهم في كيفية توجيه النقد البناء تجاه الفعل وتجنب الهجوم على شخصك أنت، مع الحفاظ على حبهم وتقبلهم لك كما أنت.

وذكرهم أن الإنجازات والخيارات في الحياة غير ثابتة وتتغير، ويجب ألا يتحكم ذلك في مكانتك عندهم.
اشكرهم على جهودهم
عند تلقي تعليقات والديك، يمكنك شكرهما على حرصهما على مصلحتك، وما بذلاه من جهد كبير في تربيتك.

وقد يكون هذا آخر شئ تود فعله بينما تشعر بمشاعر سلبية بسبب كلماتهم، لكن يمكن لشكرك أن يُشعرهم بالثقة أنهما تمكنا من أداء وظيفتهما بأفضل وجه، وأنك تعلمت كيفية صنع قراراتك والتعلم من أخطائك، ويمكنهما الاسترخاء والسماح لك بتولي زمام الأمور.

لا تأخذ الأمر على محمل شخصي
أوضحت الأخصائية النفسية نينا لال لموقع “سايك سنترال” (PsychCentral) أن “انتقادات الآخرين لك، في كثير من الأحيان، هي إسقاط لمشاعرهم ومخاوفهم”. فقد تكون أحكام الآباء وفرضهم لرغباتهم نابعة جزئيا من شعورهم بعدم الأمان في حياتهم.

تفهم دوافعهم
إذا أردت تخفيف حدة المشاعر السلبية التي تثيرها انتقادات والديك لك، حاول أن تنظر إلى الأمور من موقعهم، وتفهم الأسباب الكامنة وراء سلوكهم.

وأرجع سميث انتقادات الأهل وتدخلهم بأنها قد تكون بسبب “شعورهم بعدم الأهمية في حياة أبنائهم البالغين، ولذلك يبدون آراءهم وتوجيهاتهم لرغبتهم في الحضور والشعور بأهميتها في حياة الأسرة والأبناء، وقد يكون لديهم أيضا اعتقاد راسخ بأن تجاربهم الخاصة تعني أنهم يعرفون حقا ما هو الأفضل ويحاولون مساعدتك”.

وقد تكون كلمات الأهل الجارحة نابعة من أذى تعرضوا له سابقا ولم يعبروا عنه. يساعدك التعاطف معهم أن تغير استجابتك لكلماتهم، وبدلا من الشعور بالغضب، ستجد أن ردك أكثر هدوءا وتفهما. “الجزيرة”