يبادر المواطن اللبناني في ظل الظروف الصعبة والقاهرة التي يعيشها لخلق افكار تقيه شر الفقر والجوع، حيث ان بعض المبادرات المناطقية تعتبر ملفتة في ظل المشهد اللبناني الضبابي، ومبادرة زراعة الزعتر في قرية بكيفا في راشيا الوادي والتي سميت بمبادرة «الذهب الأخضر» نموذج حي على ذلك، بحيث أن جمعية بناء أجيال السلام التي باشرت المشروع وزرعت حوالى ٦٠٠٠ شتلة وتتوقع في خلال ثلاث سنوات أن تكون قد وصلت لـ ٥٠٠٠٠ شتلة ، قد استطاعت بهذه المبادرة أن تلقى رواجاً كبيراً عند المزارعين، حيث انه يبنى عليها في المراحة المقبلة.
يؤكد صاحب فكرة زراعة الزعتر شوقي العسل في حديث خاص بالديار أن فكرة زراعة الزعتر هي فكرة موجودة في لبنان منذ سنوات عديدة، بدءاً من الجنوب والبقاع الشمالي وشمال لبنان، وفي البقاع الغربي وراشيا الفكرة ما زالت غير معروفة، وقد ولدت الفكرة عند جمعية بناء أجيال السلام، نظراً لأهمية التفكير في مشاريع لها تنمية مستدامة وهي قابلة للحياة والاستدامة، ومشاريع تخلق فرص العمل وتعزز سبل العيش في المجتمع المحلي، وبحكم الوضع الاقتصادي الرديء في البلاد، اضحينا بحاجة ماسة للتفكير في مشاريع لتحويل الاقتصاد الريعي الى منتج.
ويضيف العسل، كجمعية قررنا أن تبدأ بهذه الزراعة التي اسميناها زراعة الذهب الأخضر، كونها زراعة سريعة الإنتاج بحيث انك تستطيع أن تقطف الزعتر ثلاث مرات بحكم مناخ راشيا، وهذا المشروع نسير به بطريقة جديدة تتخذ البعد التنموي، وكان المشروع مع مؤسسة «سيل» الأميركية المدعومة من الاغتراب اللبناني، وقد قدموا شبكة ري كاملة للاستفادة منها، وهذه الزراعة هي زراعة رابحة لمن يحسن الزراعة، والزعتر أنواع عديدة بحيث اننا اخترنا زراعة الـ D4 وهو اهم اصناف الزعتر.
المشروع سينفذ مبدئيا في قريتي بكيفا وكفرقوق، وإذا زرع مواطن مثلا ١٠٠ شتلة يستطيع أن يحقق إنتاج كبير والزعتر له سوق كبير في الداخل والخارج ، والتكلفة لا تتعدى شبكة ري واستصلاح الأرض.