توفى شاعر الدردارة صاحب قصيدة “أجمل الأمهات “حسن العبدالله ابن بلدة الخيام الجنوبية مساء أمس، بعد صراع مع المرض.
رسم الراحل وطنه بالعبارات وبكلمات دخلت أغنيات زمن الحرب وطبعت ذاكرة اللبنانيين، إلى أن قرر أن يعكس شعره على مرآة الرسم في واحدة من إحدى تجاربه المفاجئة المطعمة بفرح الطفولة. وعلى مدى خمس سنوات أنجز الراحل 40 لوحة ضاربة في سهول ومروج وأودية وقدمها في معرض في “دار الندوة” في بيروت تحت اسم “مقام الأخضر”.
يعتبر الراحل احد أكثر الشعراء الملتصقين بالأرض والذين يصنفون “بأبناء البراري” الذين يستنبطون من السهول والمزارع شعراً ويصطادون كلمة. عاش بين الكروم والينابيع فتشكلت عنده أولى مراحل الكتابة والتي أوصلته في ما بعد إلى ديوان “الدردارة” في أوائل الثمانينات الذي كان من أبرز الأعمال الشعرية.
كتب حسن عبد الله الشعر وهو في الثانية عشرة من عمره في بيئة تهوى الروايات والسيَر الشعبية. وتمتع بنبرة صوت صالحة للإلقاء وحماسة شباب قل نظيرها في السبعينات، ترافقت وشيطنة شعرية سحرية جعلت منه أحد نجوم الشعر لا سيما عندما أطلق مجموعته “شعراء الجنوب” والتي ضجت بها الجامعة اللبنانية وكلية التربية.
كان يحفظ دواوينه عن ظهر قلب ولم يشأ أن يطبع قصائده في المجلات والصحف إنما كان يفضل أن تظهر في كتاب. وحقق طموحه هذا عندما طبع أول دواوينه أواخر السبعينات بعنوان “أذكر إنني أحببت” وهي مجموعة اختار منها الفنان مارسيل خليفة قصيدة “أجمل الأمهات” ولاحقاً “من أين أدخل في الوطن”.
وخلال الحرب الأهلية اللبنانية كانت “أجمل الأمهات” من أجمل القصائد المغناة التي انتشرت مخلدةً الأم التي تنتظر ابنها العائد من الحرب شهيداً.