مع وصول سعر صرف الدولار إلى ما وصل إليه من سعر خيالي، وفيما رُفع الدعم عن المحروقات، تحلّق أسعار الخضار والفاكهة في السوبرماركت. ويسأل سائل: كيف للفقير أن يطهو الخضار التي كانت أرخص ما يمكن أكله بالنسبة إليه؟
في جولة لـ”النهار” على السوبرماركت، كانت أسعار بعض الخضار كالآتي:
ربطة بقدونس 2750 ليرة
ربطة نعنع 5000 ليرة
كيلو بندورة 10000 ليرة
خسّة 12000 ليرة
كيلو كستناء 145 ألف ليرة
كيلو بطاطا 16000 ليرة
ربطة بصل أخضر 10000 ليرة
كيلو برتقال 11000 ليرة
كيلو باذنجان 15000 ليرة
كيلو خيار 165000 ليرة
كيلو بصل 7500 ليرة
كيلو فليفلة 28000 ليرة
كيلو كرنب 8500 ليرة
كيلو كوسا 30000 ليرة
الأسعار فعلاً خيالية، لا سيما البطاطا التي تعدّ لحمة الفقير، لكن ما سبب ارتفاع أسعار هذه السلع؟ هل يعود السبب إلى حلول عيد الميلاد الذي يشهد خلاله السوق بعض الحركة، فترتفع الأسعار؟
يعيد رئيس جمعية المزارعين في لبنان أنطوان الحويك ارتفاع أسعار هذه السلع إلى أسباب عديدة.
شهد السوق طلباً خجولاً بحلول الأعياد، وهذا الطلب هو بحوالي 25% فقط من الأعوام الماضية. ففي مثل هذه الأيام، كان المزارع مثلاً ينقل إلى السوق 3 شاحنات من الحشائش، أمّا اليوم فنصف شاحنة تكفي السوق. هذا تأكيد الحويك في حديث لـ”النهار”.
فسعر الحمضيات ارتفع قليلاً بعد أن كانت “في الأرض” بسبب التوقف عن التصدير. ويعود هذا الارتفاع إلى أنّه عندما شهد لبنان عواصف وأمطاراً غزيرة لم يتمكّن المزارع من قطف هذه الثمار وكان هناك تأخير في تموين السوق، ما أدّى إلى ارتفاع هذه الأسعار. لكن ما زالت أسعار البرتقال البو صرة والكلمنتين متدنية. وطبعاً لا نتحدّث عن الثمار “باب أول”، إذ يحلّق سعرها بسرعة في مثل هذه الأيام.
أمّا البندورة، فلم تُقطف في الجرود، وما زالت لم تُثمر في السواحل. بالتالي، إنتاج البندورة خفيف، إلى جانب الاستيراد المرتفع منها إلى لبنان من سوريا، ما يخفض من سعرها محلياً، و”لولا هذا الاستيراد لكان سعر كيلو البندورة بالجملة 20000 ليرة”.
أمّا الخيار، فمع اشتداد الصقيع، انخفض قطفه وارتفع سعره.
وبالنسبة إلى الكوسا، فإنتاجها قليل جداً، وسعر جملتها 20000 للكيلو. وتوقّف إنتاجها في الجبال وتدنّى في الساحل إلى نصف الإنتاج المعتاد في الأعوام الماضية، لذلك هناك عرض قليل جداً لها.
وعن احتمال الارتفاع الإضافي للأسعار، يؤكّد الحويك أنّ “ذلك وارد جداً والأمر متعلّق بسعر صرف الدولار أيضاً، إلى جانب الأحوال الجوّية التي تعاكس المزارع فيصبح غير قادر على الإنتاج”.
إذن ملخّص سبب ارتفاع الأسعار، يعود إلى ضعف الإنتاج مقابل الطلب الذي هو أيضاً قليل، وفق الحويّك. ويعود انخفاض الإنتاج، كما بات معلوماً، إلى كلفة الزراعة التي باتت باهظة على المزارع فهو يدفع المازوت والمستلزمات الزراعية بالدولار.
المصدر : النهار