كورونا يضرب من جديد، ليس فقط في لبنان، بل في العالم أجمع.
صورة تعيدنا عاماً وأكثر إلى مرحلة ما قبل اللقاح، حيث كانت أعداد الإصابات بالآلاف وكان الخوف كبيراً ويمتد على مساحة العالم كله، خصوصاً بعدما تجاوزت إصابات كورونا العالمية 259.61 مليون إصابة، وذلك منذ بدء تفشي الفيروس في الصين في كانون الأول من العام 2019.
وفي لبنان، بلغت أعداد الإصابات حوالي 665253 الى حين إعداد هذا التقرير، وشكلت أعداد الوفيات التي لامست الـ10 وفيات يومياً نوعاً من دق لناقوس الخطر، في ظل الوضع الصحي المتأزم لبنانياً، لناحية الدواء أو الإستشفاء، بعدما عمد عدد كبير من المستشفيات إلى إقفال أقسام كورونا، لعدم وجود طاقم طبي قادر على المتابعة.
الدكتورة برباري: مزيد من التأزم
واقع كورونا في لبنان اليوم، كان محط لقائنا مع الدكتورة جيسيكا برباري، في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، فأكدت أن واقع وباء كورونا ينحو باتجاه المزيد من التأزم مع ارتفاع الإصابات في صفوف المواطنين الذين لم يتلقوا حتى الساعة اللقاح، بالمقارنة مع انخفاض الإصابات لدى الذين تلقوا الجرعتين، ومعلوم أن نسبةً كبيرةً من الأشخاص لم يتلقوا اللقاح
من جهة أخرى فإن نسبة الإلتزام بالإجراءات الوقائية تتراجع لا سيما لدى الفئة الأولى التي لم تحصل على اللقاح، كما لفتت برباري في حديث لـ”لبنان24″، اعتبرت فيه ” أن لبنان يواجه مشكلتين في مواجهة الفيروس، الأولى ارتفاع سعر الأدوية وعدم توفرها بشكل كبير في الأسواق، إضافة إلى مشكلة نقص الطاقم الطبي، بعدما خسرت المستشفيات عدداً كبيراً من الأطباء نتيجة الهجرة، وبالتالي فإن الطبيب لم يعد قادراً على متابعة مرضاه في فترة الحجر الصحي”.
وكشفت أنه “حتى في المستشفيات ، فقد بات من الصعب تأمين الأدوية التي نحتاجها في معالجة المرضى، من الأدوية البسيطة كالمسكنات إلى المضادات الحيوية والتي أصبح من المستحيل الحصول عليها.”
واذ أكدت “أننا بتنا اليوم على أبواب الموجة الجديدة من الفيروس، في ظل التراجع في اجراءات الوقاية، وارتفاع نسبة الإختلاط لا سيما على أبواب الأعياد”، دعت إلى العودة لاتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر في هذا الموضوع، والالتزام بكامل إجراءات الوقاية الصحية، منعاً لتفاقم أكبر للأزمة بحيث قد يكون من الصعب على الطاقم الطبي مواجهتها، وعندها سندخل حتماً في المحظور”.
بلال عبدالله: الإقفال العام مستبعد
من جهته، أكد النائب بلال عبدالله، أن موضوع الإقفال في موسم الأعياد، هو قرار يعود إلى اللجنة الوطنية لكورونا، التي تدرس الأرقام والمعلومات والجهوزية وأماكن الإنتشار والتفاوت في الإصابات بين منطقة وأخرى، مشيراً إلى أنه بات من الواضح في ظل هذا الإنتشار، أن هناك عاملين أساسيين ، هما نسبة الإنتشار في المدارس، والإكتظاظ في ظل التخفيف من الإلتزام باجراءات الوقاية وهذا مرده طبعاً الى شعور المواطنين بالتعب.
ولفت عبدالله في حديث عبر “لبنان24″ إلى أن الحكومة والهيئة الوطنية تأخذان دوماً بعين الإعتبار الناحتين الصحية والإقتصادية، إذ يجب الملاءمة ما بين الأمرين، مشدداً على أن المطلوب اليوم ليس الإقفال التام ، بل العمل على تكثيف الإجراءات وتكثيف عملية التلقيح ورفع النسبة، إضافةً إلى الحد من التجمعات واحترام المسافات والإلتزام بالإجراءات الوقائية.
الاب نصر: القرارات الحازمة بوقتها
وقد تكون المدارس أولى مسببات انتشار الفيروس، وهذا الموضوع حملناه الى الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر الذي أكد أن ما نشهده اليوم من تفشٍ جديد لفيروس كورونا قد يثير الخوف، الاّ أن الأمور ما زالت محصورة ومحدودة ويتم معالجتها من قبل ادارة المدارس بالتواصل مع وزارة التربية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية حيث يتم اتخاذ القرارات الصائبة.
وأكد نصر في حديث لـ”لبنان24” ان الخبرة التي ظهرت في الاسابيع الماضية برهنت أن ادارة المدارس بقراراتها الصائبة قادرة على ضبط الموضوع، مشيراً الى انه في حال استجد أي تطور للوباء من غير ممكن التحكم به عندها ستضطر المدارس بالتعاون مع وزارة التربية الى اتخاذ قرارات مفصلية وحازمة أكثر.
وحول ما ينشر عن اتجاه لاقفال المدارس بعد عطلة الميلاد ورأس السنة وحتى شهر آذار، وضع نصر كل هذه الأقاويل في إطار الاشاعات، مشدداً على أن جل الاهتمام منصب اليوم على متابعة العام الدراسي حضورياً.
وقال: Plan A بالنسبة الى المدارس الكاثوليكية ووزارة التربية هو الاستمرار بالعام الدراسي حضورياً ان من الناحية الصحية أو لناحية ادارة الأزمة الاقتصادية للمحافظة على استمرارية العام الدراسي، الا أنه اذا استجدت امور صحية أكبر من طاقتنا فسنضطر الى اتجاه الى اتباع أساليب أخرى في التعليم ان من خلال ما يعرف بالتعليم المدمج أو من خلال تصوير الحصص وعرضها في وقت لاحق نظراً لعدم القدرة على تأمين الكهرباء والانترنت.
المصدر: “لبنان 24”