يبدو ان “حزب الله” قد حسم قراره بخوض معركة الانتخابات النيابية على قاعدة الحفاظ على الاكثرية الحالية، اي انه يرغب مجددا بالفوز وحلفائه بالانتخابات لتثبيت الواقع الشعبي والسياسي، ولتكريس التوازنات الحالية داخل المؤسسات الرسمية اللبنانية.
بعد ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩ سادت توقعات تقول بأن” حزب الله” سيسعى الى خسارة الانتخابات النيابية، او اقله لن يخوض معركة كسر عظم للحفاظ على اكثريته، ففي الاصل الاكثرية ليست موجودة عمليا وهي مشتتة وثانيا فهو يدفع ثمنا باهظا بسببها، من عقوبات وضغوط وضخ اعلامي وغيره.
تقول هذه النظرية، ان خسارة الحزب للانتخابات ستجعله غير مجبر على تقديم تنازلات سياسية انما ستكون التبدلات داخل السلطات الثلاث نتيجة معركة ديمقراطية خسر فيها الاكثرية، الامر الذي يخفف الضغوط الاقتصادية والمعيشية على لبنان التي تزعجه وتتسبب بتأليب جزء من الرأي العام ضده.
لكن الحزب قرر خوض المعركة بكل تفاصيلها ولعل اصراره على احداث تعديلات في قانون الانتخاب وتحديدا لناحية عدم انتخاب المغتربين ليس سوى محاولة من “حارة حريك” لتحسين شروط المعركة وظروفها مهما كانت الاثمان السياسية.
يعرف الحزب قواعد المعركة المقبلة، ويحددها في اطر واضحة، ومنها عقد تحالفات ذكية تمكنه مع حلفائه من تقليص حجم الخسائر الشعبية والاستفادة من نقاط ضغف الخصوم ولعل اهمها عدم القدرة على عقد تحالفات واسعة ومتينة.
يعتبر الحزب ان الادارة الاميركية لها اولوياتها واهمها تغيير التوازنات على الساحة النيابية المسيحية وثانيها احداث خرق نيابي واحد في الساحة الشيعية وثالثها خفض نسبة الاقتراع لدى الشيعة في مختلف المناطق.
من هذا المنطلق فهو قرر العمل على افشال الاهداف المختصة بالساحة الشيعية، اذ ان رفع نسبة الاقتراع كفيل وحدة بمنع اي اختراق، لا بل يبدو ان الحزب سيعزز وضعه في بعض الاقضية بسبب تشتت خصومه وسيمنع تكرار خروقات كانت حصلت في الانتخابات الاخيرة.
اما على الساحة المسيحية فسيعمل الحزب وفق قاعدة اساسية هي تقريب وجهات النظر بين حلفائه من اجل الوصول الى حلول وسط لعقد تحالفات تعيد تحسين ظروف وتعزيز كتلة “التيار الوطني الحر” النيابية لمنع حصول انتكاسة كبرى.
– لبنان24