– رضا دياب
على حافة آخر يوم من العمر بقي محمد علي عبدو دياب يبث آخر أنفاس الحياة بأنفاسه الاصطناعية في قلوب محبيه الذين ينتظرون خبرا عن شفائه
مقابل باب منزله يقع باب المسجد حيث كان يقف منتظرا دخول المؤذن الى المسجد ليصدح بكل الواقفين ” حي على الصلاة ”
في المسجد حكاية أخرى فما إن تبدأ إقامة الصلاة حتى يصرخ بالمصلين ” صلوا على محمد وآل محمد ”
هي ليست أمورا عادية بل هي حكاية أطيب قلب يجول يوميا على المنازل يجول في الشوارع يسلم على هذا ويمزح مع ذاك
هي ذكريات حفرها بكل ما ” أوتي من حب ” في عقول وقلوب أهل بلدته الذين يستفقدونه عند كل غياب
لم يكن محمد علي عبدو شخصا عاديا بل كان يقوم بكل واجابته على أتم وجه لا يفوته عزاء ولا تشييع ولا اسبوع ولا صلاة
كان يدرك تماما أن البسمة التي يزرعها على شفاه الناس هي جواز له إلى الجنة قبل القلوب
مع رحيل محمد ستفقد البلدة بابا من ابواب الخير وأحد الصالحين سيفتقدك المسجد وتفقدك الحسينية
بعدك يا محمد ستصيب الوحشة كل ميت قبل وصوله إلى مثواه الأخير لأنه لن يراك تمشي أمام جنازته طالبا من الناس أن تغفر له وتترحم عليه
ستفتقدك أروقة البلدة وشوارعها ومقاعد ” حي النهر ” وشجرات الساحة وباحة المسجد وجميع أكواب الشاي ستصبح بعدك مُرّة ولو أضافوا لها سكر الكون أجمع
فإلى جنان الخلد أيها الطيب