عادت وتيرة تصحيح مسابقات الشهادة الثانوية وتسارعت من جديد، بعد انتكاستها نهاية الأسبوع الفائت، بسبب عدم وجود مصححين كافين لمواد عدة. ويفترض أن تنجز دائرة الامتحانات هذا الملف بعد غد الأربعاء، وتنتهي من تصحيح جميع المسابقات، ليصار إلى إعلان النتائج يوم الإثنين المقبل على أبعد تقدير.
انتهاء التصحيح
وأكدت مصادر وزارة التربية لـ”المدن” أن أعمال التصحيح ستنتهي يوم الأربعاء لتنتقل إلى أعمال إدخال الرقم الوهمي للطلاب مع النتيجة التي حصل عليها، والقيام بعمليات التدقيق التي تستمر ليوم واحد. وعن إمكانية إصدار النتائج نهاية هذا الأسبوع، اكتفت المصادر بالقول إن صدور النتائج لن يستغرق وقتاً طويلاً.
وكانت أعمال التصحيح تعرضت لانتكاسة، وخصوصاً في المناطق، بسبب عدم وجود عدد كاف من المصححين لبعض المواد. ما استدعى من دائرة الامتحانات الرسمية، التي ترأسها أمل شعبان، تكثيف الجهود لإنجاز هذا الملف. ففي العادة كانت تستغرق أعمال التصحيح نحو أسبوع فقط، لكن بسبب تمنّع الأساتذة امتدت الأعمال لأكثر من أسبوعين. وهذا ما جعل الدائرة تسرع في إنجاز هذا الملف وأبقت المصححين والموظفين التقنيين للعمل حتى ساعات متأخرة. وطلبت من الفنيين التحضر لوصل الليل بالنهار لإنجاز إدخال النتائج على قاعدة البيانات الإلكترونية.
ووفق مصادر “المدن”، انتهت أعمال التصحيح في معظم المناطق، ومن لم تتمكن من إنجازها أرسلت المسابقات المتبقية إلى مركز بيروت. كما عمل المصححون خلال اليومين الفائتين لساعات طويلة ووصلوا الليل بالنهار. حتى أنه عادة كانت تنتهي أعمال التصحيح بعد الظهر، لكن في بعض المناطق مثل الشمال، مكث الأساتذة لغاية الساعة التاسعة ليلاً للانتهاء من جميع المسابقات. أما في صيدا فالأعمال جارية للانتهاء من مادتي الاقتصاد والفيزياء والرياضيات، وسينتهي التصحيح اليوم. فيما أرسلت المواد التي لم يجدوا لها مصححين إلى مركز بيروت، حيث ستنتهي الأعمال بعد غد الأربعاء. وقد مددت الوزارة فترة العمل، وبات الأساتذة يمكثون في المركز حتى ساعات متأخرة، في محاولة لإعلان النتائج في 16 آب.
الملف خلف الوزير
ووفق مصادر المصححين في مختلف المناطق، فإن نتائج الامتحانات ستكون جيدة جداً وتحديداً في اختصاص العلوم، لكن في المقابل اكتشفوا أن عمليات الغش التي أقدم عليها الطلاب كبيرة، إذ تبين أن عشرات المسابقات منسوخة بالطريقة عينها بما فيها الأخطاء اللغوية.
استحقاق الامتحانات الرسمية بات خلف وزير التربية، طارق المجذوب. سينهي عهده بإنهاء هذا الملف الذي سار فيه رغم كل الانتقادات، والتي طالت مستوى الشهادة نفسها، بعدما تقلصت المناهج إلى الربع وأقل. لكن في نهاية الشهر الحالي سينكشف الواقع المزري للمدارس الرسمية، وسيكون شهر أيلول بمثابة استحقاق أساسي لكل اللبنانيين. فصناديق المدارس فارغة ولا تستطيع حتى شراء اللوجستيات. ورواتب الأساتذة باتت لا تكفي حتى لشراء مادة البنزين للمواصلات. ووضع أهالي الطلاب يتفاقم أكثر فأكثر، وسيكون من الصعب عليهم شراء الكتب والقرطاسية، إذا لم تتدخل المنظمات الدولية. كما أن لبنان الذي يجتاز محنة موجة كورونا سيكون في مطلع أيلول في النصف الأول للموجة، والتي لن تنتهي قبل نهاية شهر تشرين الأول. ما يعني العودة حكماً إلى التعليم عن بعد في الشهرين الأولين، والعودة إلى المأساة عينها التي عاشتها المدارس الرسمية، طالما لم تتغير الظروف التي حالت دون تعلم الطلاب العامين الفائتين، لا بل زادت سوءاً.
– المدن