نشبت معركة كبيرة بين شركتي #غوغل و#مايكروسوفت الأميركيتين بعد أن طلبت الأولى من قاضٍ فيدرالي أن يلزم مايكروسوفت بتسليم بيانات ومستندات داخلية من بعض المديرين التنفيذيين التي تحتاج إليها للدفاع بدعوى #احتكار رفعتها ضدها وزارة العدل الأميركية.
ووفقاً لموقع “ذا فيرج“، فإن مايكروسوفت بعد أن تعاونت في البداية مع المدعين العامين في قضية محاربة الاحتكار ضد غوغل، يمكن أن تكون مُلزمة بتسليم ملايين المستندات الأخرى بناءً على طلب فريق الدفاع في غوغل.
وفي جلسة استماع منذ يومين، استمع القاضي أميت ميهتا إلى حجج الشركتين حول هذه القضية، لكنه وجد في النهاية أن هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات قبل أن تُقدّم المحكمة إرشادات حول مقدار البيانات الداخلية التي ستطلبها من مايكروسوفت.
وقال ميهتا للمحامين: “هذه قضية صعبة على أي قاضٍ أن يحلها بطريقة موضوعية ذات مغزى، وهذا أمر خاص نظراً لأنه في ما يتعلق بالأوصياء الإضافيين، ليس لدي أي إحساس بالحجم الذي من شأنه تنتجه أو ماذا يعني هذا الحجم لتوقيت الإنتاج”.
وأوضح “ذا فيرج” أن قضية مكافحة الاحتكار التي رفعتها وزارة العدل الأميركية ضد غوغل في تشرين الأول من العام الماضي 2020 ، ترتكز على السلوك المناهض للمنافسة في إعلانات البحث، مُدعية من بين ادعاءات أخرى أن اتفاقيات الشركة الحصرية على أندرويد و”أي أو أس” أغلقت مجال المنافسة، كما رفعت قضايا مكافحة الاحتكار منفصلة ضد غوغل، حيث تركز الشركة على إعدادات المتصفح والخصوصية وزعم التلاعب في نتائج البحث.
وقبل توجيه الاتهامات لوزارة العدل، قدًمت مايكروسوفت أكثر من 400 ألف وثيقة لمطالب التحقيق المدني من المدعين العامين، وفي ملف تم تقديمه قبل جلسة الاستماع، جادلت غوغل بأن المشاركة تمنح الشركة حق الحصول على مجموعة مماثلة من المستندات التي قد تكون مفيدة للدفاع عنها.
وبحسب “ذا فيرج”، فإن شكاوى وزارة العدل ومحكمة كولورادو تشير إلى الشركة أو إلى منتجاتها عشرات المرات، بعد أن ضغطت بشكل واضح وتعاونت في إعداد الشكاوى الحالية التي سيتم تقديمها ضد غوغل، فلا يمكن لمايكروسوفت أن تتجنب اكتشافاً مهماً في هذه الحالات بشكل موثوق”.
وأصدرت غوغل لأول مرة مذكرة استدعاء إلى مايكروسوفت في نيسان الماضي، إذ تسعى للحصول على مستندات قديمة من شأنها أن تُسلّط الضوء على ما إذا كانت مايكروسوفت قد تم تقييدها بالفعل من التنافس مع غوغل، أو ما إذا كانت قد فشلت ببساطة في التنافس بنجاح على أساس المزايا، لكن مايكروسوفت وافقت على ثمانية فقط من المديرين التنفيذيين البالغ عددهم 27 ليتم تفتيشهم، وقيدت بشكل كبير سلاسل البحث التي سيخضعون لها، في ما تطلب غوغل الآن أمراً قضائياً أكثر قوة لفرض إنتاج مستندات من مايكروسوفت.
وفي ملحق ملفها، أدرجت غوغل 19 من المديرين التنفيذيين الحاليين والسابقين لشركة مايكروسوفت الذين قد يمتلكون اتصالات لها علاقة بالقضية بما في ذلك رئيس “ويندوز فون” السابق “أندرو ليس”، ورئيس “ويندوز” السابق “تيري مايرسون”.
ولفت الموقع إلى أن هؤلاء المسؤولين التنفيذيين يغطون المشكلات التي تقع في صلب القضية، والتي تتمثل في تطوير وتوزيع محركات بحث مايكروسوفت المختلفة، وإعلانات البحث من الشركة، وجهودها في تسويق الأجهزة التي من شأنها أن تمنحها المزيد من نقاط الوصول إلى البحث خارج سطح مكتب “ويندوز” الدائم، فيما تسعى غوغل ببساطة إلى اكتشاف يتناسب مع مزاعم المدعين، والتي تعود إلى عقدين من الزمن.
وفي ملفها الخاص، عارضت مايكروسوفت هذا المنطق، بحجة أن غوغل تُقدّم طلبات عامة غير ضرورية في محاولة لتأخير القضية بشكل إضافي، وفي الأيام التسعة الماضية، اقترحت غوغل سبع عشرة وصية إضافية.
وعند موازنة الحجتين، بدا أن المحكمة تفضل جانب غوغل قليلاً من القضية، لكنها طلبت في النهاية مزيداً من البيانات حول العبء المطلوب لتقديم المستندات، إذ قال القاضي ميهتا: “إن وصف الأشخاص الذين حددتهم غوغل كأوصياء إضافيين صدمني بالتأكيد لأنهم لم يصلوا إليّ، ولم أسمع مايكروسوفت تقول إن هناك فرصة ضئيلة لأن يكون لديهم سجلات على الإطلاق لتكون سريعة الاستجابة وذات صلة”.
ومع ذلك، وجدت المحكمة في النهاية أنه لا توجد معلومات كافية حول العبء الذي يمثله الإنتاج، ومن المرجح أن يستمر النزاع على الأقل حتى 20 آب الحالي، وهو الموعد النهائي المحدد لمزيد من الإيداعات حول هذا الموضوع.
وقال القاضي للطرفين: “أفضل ما يمكنني فعله من أجلكم اليوم هو منحكم موعداً نهائياً للعودة إليّ بمعلومات ملموسة”.
وأكّد “ذا فيرج” أن هذا الاكتشاف هو منعطف آخر، ومن المحتمل أن يكون فترة اكتشاف طويلة ومثيرة للجدل لقضية مكافحة الاحتكار، إذ تقول مايكروسوفت إنها تعتقد أن المرحلة الأولى من إنتاج الوثائق الخاصة بها ستستمر حتى تشرين الأول (أكتوبر) من هذا العام، على الأقل، ومن المقرر أن تبدأ إجراءات محاكمة الولايات المتحدة ضد غوغل في 12 أيلول من العام 2023.