كتب كبريال مراد في موقع mtv:
كانت مقاهي أحد المجمّعات التجارية تعاني من تداعيات الأزمة الصحية والإقتصادية. ومع تراجع أعداد رواد المجمّع، بفعل الكورونا، والغلاء وتبدّل الأولويات المعيشية لدى الناس، قلّصت إدارة أحد المقاهي من عدد موظفيها من 6 الى 2 فقط.
ولكن، وقبل أسابيع، تحوّل أحد طوابق المجمّع التجاري الى مركز لتلقي اللقاح المضاد للكورونا. فكانت “ساعة خير” على المقهى المقابل لهذا المركز، اذ بات يستقبل من الإثنين الى الجمعة، أعداداً تفوق تلك التي كانت تزوره قبل الأزمة. والموظفون الذين وجدوا أنفسهم قبل أشهر بلا عمل، عادوا ليتلقّوا اتصالاً من الإدارة، تطالبهم فيه بالإلتحاق بعملهم مجدداً، لأنه “مش عم نلحّق من العجقة”.
هكذا، بدا أن لجائحة الكورونا فائدة اقتصادية على المجمّع، بعدما كانت من أسباب اقفال الكثير من المحلات فيه، وتسريح عددٍ من الموظفين، الذين بقوا “عاطلين عن العمل”، لأن الأوضاع في مجمّعات ومتاجر أخرى لم تكن أفضل حالاً.
وفي مجمّع تجاري آخر، يجلس 6 اشخاص في أحد المقاهي. لكنتهم تدل الى أنّهم من إحدى المناطق السورية. ولم يكن من الصعب سماع مضمون حديثهم، نظراً لميلهم للتحدّث بصوت مرتفع. ليتبيّن أنها مجموعة من رجال الأعمال السوريين الذي وجدوا في لبنان هذه الفترة، وجهتهم السياحية. فارتفاع سعر الصرف، قلّل من كلفة تمضية اسبوع في بلاد الأرز. “فضّلنا نجي على بلدنا الثاني”، يقول أحدهم، بعدما زادت اجراءات الكورونا من صعوبة التنقل في أوروبا. “كنا ندفع 100 دولار مقابل غرفة من سريرين، أما اليوم، فالقيمة انخفضت الى حدود الـ ٦٠”.
وهم يحتسون القهوة، يلتقون بسيدة مارّة في المجمّع. سلام وكلام، ليتبيّن أنها بدورها سورية، أتت مع زوجها لتمضية العطلة الصيفية في لبنان. “الكورونا منعتنا من زيارة أوروبا. وأصلاً هون المصروف أقل، والعيشة أجمل، وعنّا أصدقاء… وإن شاء الله الأوضاع بتتحسّن، لأنو ما في متل لبنان”. عبارة قالتها لأحد سائليها من “أهل البلد” عن سبب اختيارها لتمضية العطلة في فقرا.
هي عيّنة من أمثال كثيرة، تثبت أنه في كل سواد، بقعة ضوء. والكورونا الذي بدّل حياة كثيرين، ولا يزال، وكان النقمة على مدى أشهر، تحوّل الى نعمة في أماكن أخرى، “وجاب رزقتو معو”، على حدّ قول أحد الشبان العاملين في مقهى بيروتي.