وتشبه الهياكل الصغيرة مثل الأنبوب، تلك الموجودة في بعض أنواع الإسفنج الحديث، وقد تم العثور عليها حول قصب كربونات الكالسيوم التي شيدتها البكتيريا.
وإذا تبين بالفعل أن الهياكل المجهرية هي بقايا الإسفنج القديم، فإن هذا قد يسبق أقدم إسفنج معروف حاليا بنحو 350 مليون سنة.
وعلاوة على ذلك، ستكون دليلا على أن الحياة الحيوانية ظهرت قبل 90 مليون سنة مما كان يعتقد سابقا، بناء على تغيير مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي.
وكان من المفترض أن الحياة الحيوانية لم تظهر على الساحة إلا بعد أن وقع رفع مستويات الأكسجين في ما يسمى بحدث الأوكسجين “حقبة الطلائع الحديثة” (Neoproterozoic).
والإسفنج هو أبسط أنواع الحيوانات المعروفة والمرشح الرئيسي للبحث عن أقدم الحفريات البيولوجية على الأرض.
وأشار تحليل جينومات الإسفنج إلى أنها تطورت لأول مرة خلال “حقبة الطلائع الحديثة”، منذ نحو 1000 إلى 541 مليون سنة.
ومع ذلك، فإن الأدلة على الإسفنج الأحفوري الفعلي من هذه الفترة الزمنية في السجل الصخري كانت مفقودة بشكل ملحوظ.
وفي دراستها، قامت الدكتورة تيرنر بتحليل عينات صخرية مستخرجة من شعاب Little Dal المرجانية، والتي تكونت بواسطة نوع من البكتيريا التي تنتج رواسب كربونات الكالسيوم.
وتحت المجهر، حددت شبكات متفرعة من الهياكل الأنبوبية (الدودية) التي تشبه الهياكل العظمية الليفية الموجودة في الإسفنج القرني الحديث، مثل النوع المستخدم في صناعة إسفنج الحمام التجاري.
وأشارت الدكتورة تورنر إلى أن كل هيكل أنبوب يحتوي على بلورات الكالسيت المعدني ويحيط بها، إلى جانب الهياكل التي تم تحديدها سابقا في صخور كربونات الكالسيوم، التي يُعتقد أنها نتجت عن تحلل إسفنج قرني.
وأوضحت الدكتورة تورنر في ورقتها البحثية أن “الكائن الحي مجهري الشكل الذي يتراوح حجمه بين مليمترات إلى سنتيمترات، كان يعيش فقط على الشعاب المرجانية التي تم بناؤها عن طريق تكلس البكتيريا الزرقاء وبجوارها مباشرة”.
وأضافت أن الإسفنج المفترض احتل مناطق دقيقة لا تستطيع هذه البكتيريا العيش فيها.
وإذا كانت البنية المجهرية دودية الشكل هي في الواقع النسيج المتحجر لإسفنج قرني، فإن المادة الموصوفة هنا ستمثل أقدم دليل أحفوري لحيوانات معروفة حتى الآن.
وعلاوة على ذلك: “سيقدم أول دليل مادي على أن الحيوانات ظهرت قبل حدث الأكسجة بطريقة الحياة الحديثة ونجت خلال الحلقات الجليدية اللاحقة من الفترة المبرّدة”.