ووجدت النتائج أن زيادة مؤشر كتلة الجسم عن 35 أثناء الحمل يزيد من فرصة إصابة الطفل بمشكلات الصحة العقلية. وتشمل التداعيات الخطيرة للسمنة على الجنين تعاطي المخدرات والفصام.
وفي الدراسة، التي نُشرت في مجلة Scientific Reports، حلل علماء من اسكتلندا وهلسنكي بيانات من دراسة طويلة الأمد في أبردين تتعقب صحة الأمهات وأطفالهن على المدى الطويل.
وحلل الباحثون البيانات من أكثر من 68 ألف ثنائي من الأمهات والأطفال البكر المولودين في مستشفى أبردين للولادة بين عامي 1950 و1999.
وأظهرت النتائج أن وزن الأم أثناء الحمل كان له تأثير كبير على صحة الطفل على المدى الطويل.
ووجد الباحثون أن البالغين المولودين من نساء يعانين من السمنة المفرطة في الفترة من 1975 إلى 1999 كان لديهم خطر أعلى بنسبة 60% للإصابة بأي شكل من أشكال الأمراض العقلية عندما يصبحون بالغين.
ومع ذلك، وجد الباحثون أيضا أن الأمهات اللاتي يعانين من نقص الوزن يبدو أنهن المؤشر الأكبر للإصابة بالأمراض العقلية لدى البالغين بين الأطفال المولودين من عام 1950 إلى عام 1974.
على وجه التحديد، بالنسبة لهذه المجموعة، كان أطفال الأمهات اللواتي كان مؤشر كتلة الجسم لديهن أقل من 18.5 أثناء الحمل أكثر عرضة بنسبة 74% للإصابة بمشكلة تتعلق بالصحة العقلية في وقت لاحق من الحياة.
ومن بين الأمهات اللائي أنجبن بين 1950-1974، كان 4% فقط يعانين من السمنة و0.9% يعانين من السمنة المفرطة. لكن في مجموعة 1975-1999، زادت هذه الأرقام إلى 7.1 و2.6% على التوالي.
وكتب الباحثون: “قد تحمل النتائج التي توصلنا إليها تداعيات مهمة على الصحة العامة من خلال التأكيد على الآثار المحتملة مدى الحياة لمؤشر كتلة الجسم للأم على علم النفس المرضي للأولاد. والنتائج التي توصلنا إليها، والتي تربط السمنة المفرطة لدى الأمهات بالاضطرابات العقلية للأطفال أيضا في مرحلة البلوغ هي مصدر قلق خاص نظرا لانتشار السمنة الشديدة بين النساء الحوامل”.
ولاحظ مؤلفو الدراسة أنهم لم يتمكنوا من الكشف عن سبب تهديد زيادة السمنة لدى النساء الحوامل لأطفالهن الذين لم يولدوا بعد، وتكهنوا أنه ربما كان بسبب الضغوط الجسدية.
وأضاف العلماء: “من الناحية الحيوية العصبية، فإن المسارات الالتهابية والآليات الأخرى المتعلقة بضعف الفرد المتغير في الإجهاد بسبب بدانة الأم أو نقص الوزن ربما تكون ساهمت في نتائجنا. والسمنة أثناء الحمل هي حالة مؤيدة بشدة للالتهابات، وقد ارتبط الالتهاب السابق للولادة بمخاطر الأمراض النفسية لدى الأبناء”.
المصدر: إكسبريس