الحلول السريعة التي تترافق مع اطلالات نصرالله…. صدفة أم ضغط خارجي ؟
رضا دياب / موقع ارزي
لا يخفى على أحد فساد السلطة السياسية في لبنان وخضرمتها وتفننها في اذلال هذا الشعب وليس آخر فنونها طوابير الذل التي تتفاقم يوما بعد يوم على وأمام محطات المحروقات في لبنان
هذا المشهد المذل والساكتة عنه جميع الأقطاب السياسية دفع بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالخروج شاهرا سيفه معلنا أن استمرار هذا الامر سيدفع حزبه للذهاب إلى ايران واستيراد المحروقات بالليرة اللبنانية وعبر مرفأ بيروت متحديا الدولة بأن تمنع المحروقات عن الشعب اللبناني
هذه الجملة التي قلبت الموازين في الشارعين الشعبي والسياسي حيث قام من اعتبر الطوابير جهادا بتغيير رأيه فورا ليقول عنها طوابير ذل بعد أن بُحّتْ حناجرنا ونحن نحاول اقناعهم ولكن دون جدوى أما على صعيد الشارع السياسي فقد استنفر الاخصام فورا بآرائهم المنددة وعلى صعيد الحركة السياسية أدت الى تحرك سريع من مصرف لبنان في اليوم التالي مباشرة بفتح اعتمادات بقيمة ٢٥٠ مليون دولار للبواخر التي قيل أنها تكفي لمدة اسبوعين وتريح المواطن قليلا إلا أن هذا لم يروِ السوق العطشى بل أدى الى زيادة الطلب نتيجة عدة أمور ابرزها: التهريب الذي دفع بالدولة السورية يوم أمس للتعبير عن سخطها على هذا الموضوع وتأثيره السلبي على الاقتصاد السوري في هذه الفترة الحرجة إضافة الى احتكار البنزين من قبل نافذين في لبنان وتخزين جزء آخر في المنازل
هذا الأمر الذي ترافق مع ارتفاع سعر صرف الدولار الذي أدى الى بدء تحرك الشارع وزيادة وتيرة الإحتجاجات رافقه التلويح بالحلول عبر فتح اعتمادات عبر سعر صرف ٣٩٠٠ بالتأكيد ليس سببه هذه التحركات ولا احساس من الدولة الغائبة بهذا الشعب الذي يذل يوميا
لماذا تذكرت اليوم أن تسرع بالحل؟ ألم تر الناس الا اليوم وهي مذلولة؟ أم أن الإعلان عن كلمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عجل في اتمام هذا الأمر
ماذا كانت ستتضمن كلمة السيد حتى هب النائمون الغائبون عن أوجاع الشعب ليتفقوا فجأة على فتح اعتمادات على سعر صرف ٣٩٠٠
بالتأكيد هو ليس شعورهم بمعاناة الشعب فالشعب يعاني منذ أشهر بل الأكيد أن هناك تدخلا خارجيا ( اميركيا) سرع في هذا الأمر لقلب الموازين لعدم توغل المشتقات النفطية الإيرانية الى لبنان وذلك قبل ساعات من كلمة السيد والتي على الارجح كان سيعلن فيها قيام الحزب بجلب المحروقات من ايران كما أشار في كلمته في ذكرى انطلاق قناة المنار هذا الضغط الذي هدفه فقط التغيير في نمط كلمة السيد وهذا ما سنلاحظه
لماذا ٣٩٠٠ ؟
يشير الاتفاق الذي سيوقع اليوم في قصر بعبدا إلى أن الاعتمادات التي ستفتح ستكون على سعر صرف ٣٩٠٠ ولمدة ٣ أشهر مما يعني أنه حل مؤقت وليس دائما هذا اذا توفرت المحروقات ولم تسرق أو تتبخر كما حصل ويحصل اليوم أي أنه بعد ثلاثة أشهر سنعود لنرى الطوابير هذا إن اختفت أصلا وسنعود ونرى الدعم يرتفع ليصبح مع الوقت سعر المحروقات موازيا لسعر صرف الدولار في السوق السوداء
ولكن يبقى السؤال من أين وبقدرة قادر فجأة تأمنت الدولارات لدى مصرف لبنان على ٣٩٠٠ لاستيراد المحروقات وحاكمه الذي رفض دفع ما يقارب خمسة ملايين دولارات منذ مدة لصيانة معامل الكهرباء
ألا تلاحظ أن سعر صرف الدولار الذي سيتم استيراد المحروقات على أساسه يوازي سعر صرف الدولار الذي استلمت الناس جزءا من ودائعها من المصارف على أساسها
أليست هذه الدولارات التي ستدفع للمحروقات هي بذاتها الدولارات التي قبض قيمتها المودعون ودائعهم بالليرة اللبنانية
لماذا ٣٩٠٠ وليس ٣٠٠٠ أو ٣٥٠٠ أو ٤٠٠٠
فتح اعتمادات على سعر صرف ٣٩٠٠ يجعل مصرف لبنان لا يدفع شيئا منه بل من أموال المواطنين المودعين المحجوزة أموالهم لديه لا بل استفاد من فرق العملة بين السعر المدعوم والسعر الحقيقي في السوق السوداء
ويبقى الرهان اليوم على المعطيات التي سيقدمه نصرالله في جميع الملفات أبرزها الملف الحكومي وليس آخرها الوعد بجلب المحروقات من إيران
التابعون عاطفيا سيميلون دون أي تفكير
الأعداء سيفرحون اكثر
والمنطقيون سيضعون الف علامة استفهام ان رضي السيد بالحل السريع الذي أوجده الساسة وهو العالم بأن هذا المشكل سيعود بعد ثلاثة أشهر وأن طوابير الذل ان اختفت مؤقتا ستعود لاحقا
ولكن يبقى المواطن الفقير هو الضحية ومن يدفع الثمن اذا لم يكن الحل جذريا