الرئيسية - أبرز الاخبار والتحقيقات - الى العتمة الشاملة درّ

الى العتمة الشاملة درّ


لماذا الى العتمة؟ لأن ​معمل الزهراني​ لإنتاج ​الطاقة​ توقف عن العمل بعد ظهر الأحد ولا يزال، بعد نفاذ مادة ​الغاز​ أويل من خزاناته ولأن معمل ​دير عمار​ لا تسمح له خزانات وقوده بالصمود لأكثر من ثلاثة أيام. المشكلة الأساس بحسب مصادر مؤسسة كهرباء ​لبنان​ هي في بنوك المراسلة التي لم تكن قد اعطت موافقتها بعد حتى مساء أمس لتفريغ باخرتي الغاز أويل في معملي الزهراني ودير عمار، علماً ان ​مصرف لبنان​ سبق أن فتح إعتمادات هاتين الباخرتين منذ الأربعاء الفائت، وهنا تضيف المصادر أن البنوك المراسلة في ​العالم​ وبسبب الإنهيار المالي الحاصل في لبنان، فقدت الثقة المالية بالبلد، وأصبحت أكثر تشدداً لناحية فتح الإعتمادات لذلك باتت عمليات تفريغ البواخر تتأخر أكثر من أي وقت مضى، وهذا أمر مرجح الى مزيد من التأزم، لأن ما من بوادر حل حكومي تلوح في الأفق.

المشكلة الثانية التي تعيق عمل معملي ​دير الزهراني​ ودير عمار هو الخلاف القائم بين شركة سيمنس المصنعة للمعملين ومختبرات bureau veritas في دبي، وذلك على خلفية الطريقة التي تمت فيها عملية فحص العينات المتخذة من باخرتي الغاز أويل، وفي هذا السياق علمت “​النشرة​” ان إجتماعاً عقد بالأمس بين ​وزير الطاقة​ في ​حكومة​ تصريف الاعمال ​ريمون غجر​ ومدير عام ​مؤسسة كهرباء لبنان​ ​كمال حايك​ وممثل شركة سيمنس وذلك بهدف التوصل الى حل للمشكلة التي بدأت منذ 15 يوماً، والتي أرسلت لأجلها مراسلات عدة ومن دون نتيجة حتى اللحظة. توقف معمل الزهراني عن العمل، حاولت مؤسسة كهرباء لبنان تغطيته بساعات تغذية إضافية وذلك عبر رفع القدرة الإنتاجية في معملي صور وبعلبك، لكن هذا التعويض لم يكن كافياً بحسب المتابعين للملف، وقد رفع عدد ساعات التقنين لساعتين إضافيتين، غير أن الكارثة الحقيقية ستقع إذا لم تحل المشكلة قبل توقف ​معمل دير عمار​، وإذا وقعت هذه الكارثة لن تكون عملية تعويض ساعات تغذيته بالأمر السهل على مؤسسة كهرباء لبنان. ​مجلس النواب​ موّل بسلفة خزينة محروقات معامل الكهرباء، لكن المشكلة التي لم يمولها أحد بعد هي صيانة المعامل التي قد تشكل الضربة القاضية ل​مؤسسة الكهرباء​ والتي قد تودي بلبنان الى العتمة الشاملة.

وكي يزداد الطين بلة، علقت ​باخرة​ الغاز أويل الثالثة التي كانت متجهة الى لبنان لتزويد معملي دير عمار والزهراني في ​قناة السويس​ التي أقفلتها ​سفينة​ الحاويات الضخمة منذ أيام وهنا يقول المطلعون على ملف الكهرباء، “من حظ لبنان السيء أن إعتمادات هذه الباخرة سبق أن فتحت في مصرف لبنان وقد حصلت ​بيروت​ على موافقة بتفريغها من بنوك المراسلة، غير أنها علقت ولم تصل في التوقيت الذي نحن بأمس الحاجة اليها فيه.

الى العتمة الشاملة درّ، هذا من دون ان ننسى أن ​أصحاب المولدات​ يلوحون بالعتمة بين الحين والآخر، وهم أصلاً لا يستطيعون تقنياً أن يؤمنوا الكهرباء 24/24.
المصدر : النشرة