أظهرت دراسة تاريخ نشوء الوديان العميقة الواقعة في القطب الشمالي للمريخ أن الكوكب الأحمر شهد منذ 50 ألف عام تغيرا سريعا للمناخ.
وقد نشرت مجلة Sciantofic Reports الأمريكية مقالا بهذا الشأن.
وقال أحد مؤلفي الدراسة، كبير الباحثين في معهد الكواكب في توكسون الأمريكية، أليكسيس رودريغس “إن العلماء المنظرين يعتبرون أن طبقات الجليد في مناطق خطوط العرض الوسطى للمريخ تشكلت بعد ذوبان قبعتيْه القطبيتين في الوقت الذي كان فيه محور الكوكب مائلاً. وقد خلفت تلك العملية آثارا وهي الوديان العميقة في القطب الشمالي للمريخ “.
وأعاد إلى الأذهان أن قطبي المريخ تغطيهما القبعتان الجليديتان الكبيرتان اللتان تختلفنان عن القبعتين على الأرض من حيث بنيتهما وأبعادهما وتتألفان من الماء المتجمد وغاز ثاني أكسيد الكربون. ولم يحضر الأخير إلا في القطب الجنوبي. أما كميته فيمكن مقارنتها بحجم الغلاف الغازي للمريخ.
فيما يتعلق بالقطب الشمالي للكوكب الأحمر فيشقه عدد كبير من الوديان الضخمة بعمق عدة كيلومترات وطول عشرات الكيلومترات. وإنها تشكل بنية حلزونية الشكل ما زالت طبيعتها لغزا بالنسبة إلى علماء الكواكب.
لكن أليكسيس رودريغس، يعتقد أنه قد حل هذا اللغز. ويعتبر العالم وزملاؤه أن الزخارف الحلزونية للوديان ظهرت منذ 50 ألف عام حين تغير ميل محور المريخ، إلى ذوبان بعض أجزاء قبعته الشمالية الموجهة نحو خطه الاستوائي بتأثير ضوء الشمس.
ويرى العالم أن تلك الظاهرة أصبحت ممكنة نتيجة تغير المناخ وارتفاع درجة الحرارة في القطب الشمالي للمريخ.
وأن الدراسة اللاحقة للوديان العميقة وطبقات الجليد في القطب الشمالي للمريخ ستسمح للعلماء بمتابعة التغيرات التي طرأت على مناخ الكوكب الأحمر، كما ستسمح باكتشاف مصادر للماء هناك.
المصدر: تاس