الرئيسية - أخبار محلية و دولية - الى اللبنانيين : العتمة آتية… أشعلوا الشموع وإلعنوا المسؤولين

الى اللبنانيين : العتمة آتية… أشعلوا الشموع وإلعنوا المسؤولين


على وقع اقرار مجلس النواب سلفة بقيمة 200 مليون دولار أميركي، اي ما يعادل 300 مليار ليرة لبنانية، لصالح شركة كهرباء لبنان، حتى تتمكن من تأمين التغذية لفترة شهر او شهرين بحد أقصى.
وعلى وقع مطرقة رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، الذي أختار ومعه المجلس، بين السيئ والاسوأ، شقت السلفة طريقها نحو شركة كهرباء لبنان، لتضاف الى مجموعة سلف وأموال سابقة، كبدت خزينة الدولة، والمواطن اللبناني ديونا وخسائر، قد لا تستطيع كل اموال المودعين من تسدديها، اذا ما استمر مزراب الفساد في تصريف الاموال المنقولة وغير المنقولة، حسب سعر صرف مصالح القابضين على الحكم ومفاصله، في متابعة عمله التقليدي دون اي تغيير يذكر.

وتأتي هذه السلفة لتؤكد استمرار النهج عينه في التعاطي مع القضايا المالية في الدولة اللبنانية، وكأن مناشدات الاصلاح التي تطالب بها معظم دول العالم لا تصل الى آذان اصحاب القرار اكانوا من الاختصاصيين او السياسيين.
فمن يريد الاصلاح، لا ينتظر تشكيل حكومة، او اي استحقاق آخر حتى يطلق عجلته، من يريد الاصلاح يقدم عليه، بغض النظر عن مختلف الظروف والمعطيات. فعملية التلطي وراء حاجات الناس ومصالحهم، التي صرفت هذه السلفة خوفا عليها واحتراما لها، باتت نغمة قديمة غير مستحبة عند المواطن اللبناني،الذي يتأكد يوما بعد يوم ان جميع مصالحه تذوب مع ذوبان قيمة الليرة اللبنانية، ومعها معاشه او مردوده، الذي قد لا يغطي الشهر المقبل فاتورة المولد الكهربائي.
وهنا لبّ الحديث. فبعد الكلام عن توقف معمل الزهراني بفعل عدم توافر المحروقات، وعن امكانية توقف معمل دير عمار للاسباب عينها،
وبغض النظر، اذا ما كان التوقف ناتجا عن اسباب تقنية، او اسباب سياسية، اذ ليس غريبا على الطبقة الحاكمة ان تستخدم امورا معيشية متعلقة بحياة اللبناني، كورقة ضغط في شد الحبال الدائر والمستمر بين اقطابها وفي هذا المجال، وبحال استطاع المواطن الاستمرار في تسديد فاتورة المولدات، هل ستستطيع المولادات متابعة عملها بطريقة طبيعية؟
المشكلة بين الدولة والمواطن

على هذا الصعيد يتحدث رئيس تجمع اصحاب المولدات في لبنان، عبدو سعادة لـ”لبنان 24″، ليؤكد “ان الازمة والمشكلة تدور بين الدولة والمواطن، ومن غير المنطقي ان تتحول الى اشكال ما بين اصحاب المولدات من جهة والمشتركين من جهة أخرى.

فاننا كاصحاب مولدات، نؤمن حاليا تغطية تتراوح بين 20 و22 ساعة يوميا، ومع الحديث عن توقف معملي الزهراني وديرعمار، سنعمل حتما على تأمين التغطية 24 ساعة. هذه هي نيتنا، لكن نيتنا في مكان وامكانياتنا في مكان آخر، اذ ان عملية التغطية على مدار 24 ساعة، قد نتمكن من تحقيقها لايام قليلة، ومن بعدها ستتجلى الازمة بابشع صورها. فلا بد من ان يعلم المواطن اللبناني، ان مولداتنا استهلكت قطعها بصورة كبيرة جدا، والتصليح على سعر الصرف في السوق الموازية، يضعنا امام واقع صعب جدا”.
وعن امكانية اعتماد تقنين في ساعات العمل، يجيب سعاده، “اريد ان اكون ايجابيا، حتى لو ان الازمة كبيرة ومستعصية، لا اريد الحديث عن تقنين، لكنني اؤكد ان اصحاب المولدات سيكون لهم كلام واضح اذا ما استمرت الازمة على ما هي عليه”.
كما يؤكد سعاده “ان مادة المازوت التي لا تصل بطريقة كافية وبالسعر الرسمي لاصحاب المولدات، اذ ان البعض يعمد لاحتكاركها وبيعنا اياها بسعر 42000 ليرة، تعتبر اشكالية قديمة جديدة لقطاعنا، تضعنا امام مشكلة وتحد من نوع آخر، وهنا لا بد من التأكيد على أحقية وصوابية، صرخة اصحاب المولدات، التي ظهرت الى العلن في الاطراف اللبنانية، من بعلبك الى عكار، فصيدا وصور وغيرها من المناطق.
كما ادعو، اللواء عباس ابراهيم الى التدخل من جديد، لاعادة احياء آلية استلام اصحاب المولدات لمادة المازوت، ما يبعد شبح الاسواق المازوية عن المولدات وفاتورة المشتركين في ان معا”.
ويضيف سعاده: “ان تسعيرة الكيلوات، ستشهد ارتفاعا اكيدا لتصل الى الالف ليرة لبنانية، وهنا على الناس ان تدرك ان هذا الارتفاع لا يحدده اصحاب المولدات، انما هو نتيجة تفلت سعر الصرف، وارتفاع سعر صفيحة المازوت”.
ويختم ليقول: “ان اتهامنا بالمافيات، واتهامنا بارباح تتجاوز ال 400%، كما صرح الوزير السابق للاقتصاد رائد خوري، بات خارج الزمن، اذ ان الناس تتعاطف معنا اليوم، وتدرك حجم المعانات التي نعانيها. اما لكل من يقول ان علينا التضحية، نظرا الى اننا راكمنا ارباحا طائلة على مدار سنوات، فنقول، ان وزارة الطاقة تحدد تسعيرتنا منذ 10 سنوات، كما نؤكد ان ما من احد يمكنه ان يعيرنا بارباحنا فهي من تعبنا و شقائنا، مشكلتكم مع الدولة كما اموالكم، وليست معنا”.

بين السلفة، والمعامل المتوقفة والتي قد تتوقف، وما بين اصحاب المولدات وفواتيرهم، يقبع المواطن اللبناني كمن ينتظر حكم الاعدام غير قادر على الاستئناف او الاعتراض، حكم من شأنه ان يعود بالبلد وناسه الى العصور الحجرية، تماما كما روى لنا وزير الطاقة والمياه من على منصة بعبدا، التي وللمناسبة كثر المتحدثون عبرها مؤخرا.
فاهلا وسهلا بالشمع والقناديل ومشتقاتهما، ووداعا للانترنت، والتعلم عن بعد، ولكل ما يحتاج الطاقة الكهربائية في زمن شح طاقة التحمل عند اللبناني.
– لبنان 24