الرئيسية - أخبار محلية و دولية - ابن حولا الجنوبية “بلال يونس” يأخذ قرار الخضوع لعملية بتر للساق بعد سنوات من الآلام و33 عملية: “صار فيي قول إني بلشت حياة طبيعية”

ابن حولا الجنوبية “بلال يونس” يأخذ قرار الخضوع لعملية بتر للساق بعد سنوات من الآلام و33 عملية: “صار فيي قول إني بلشت حياة طبيعية”


“اخذت قرار ابترها”… قرار صعب اتخذه الشاب القوي “بلال يونس”، ابن بلدة حولا الجنوبية، ليرتاح من الآلام والالتهابات في الساق التي انهكته طوال سنوات امضاها بين الادوية والعمليات وسرير المستشفى.
الطالب الجامعي، الذي يبلغ من العمر 18 عاماً، خضع لعملية بتر للساق من اسفل الركبة، يوم الاربعاء الماضي، لتكون العملية الجراحية الـ33 التي يخضع لها، وليعلن عبر حسابه عبر مواقع التواصل الاجتماعي :”هلق صار فيي قول إني “خلصت” و ارتحت و بلشت حياة جديدة وطبيعية”، على ان يقوم الشاب لاحقاً بتركيب ساق اصطناعية.
بروح قوية، تحدث بلال لموقع بنت جبيل عن تفاصيل رحلة المعاناة التي بدأت منذ كان رضيعاً، وأشار أنه وُلد وهو يعاني من قُصر في الساق، حيث ان ساقه اليمنى اقصر من اليسرى، وليس لديه عظمة الـfibula (تكون الى جانب قصبة الساق tibia) وبقدمه 4 اصابع، ليخضع لأول عملية جراحية بعمر الـ 9 اشهر.
ولفت بلال ان عظم ساقه لا ينمو : “العظم ما بيعمل ossification (تكوّن النسيج العظمي) وبحسب الدكتور انا من بين 3 حالات في لبنان”.
وكشف انه، اثناء خضوعه لعملية جراحية عام 2010، التقط جرثومة تسمى Staphylococcus aureus وهي جرثومة مقاومة للمضادَّات الحيوية لم يستطع الشفاء منها، وبسببها فانه كلما خضع لعملية جراحية، سواء لقصر العظم او زرع السياخ، فإنها تتسبب بالتهاب الجروح في ساقه، فيضطر الاطباء لاجراء عمليات تنظيف لتلك الالتهابات .
وشدد ان ذلك لم يكن خطأ الطبيب الذي رافقه في مشوراه الصعب، انما ذنب المستشفى “لـ ما عرفت تعقم غرفة العمليات” بحسب تعبيره .
واضاف انه خلال ايلول الـ 2019 “أزّمت”، حيث انه اجرى خلال 40 يوم فقط 3 عمليات تنظيف، وقال “الاوجاع كانت لا توصف”.
وتابع بلال، خلال حديث لموقعنا، انه في اول الـ2020 خضع لعملية جراحية لازالة جزء من عظمة الساق اليسرى وزرعها في اليمنى، لكن بعد اشهر من العملية فإن “الجسم رفض العظمة والتهبت مع انها منّي” بحسب قوله، ليخضع بعدها لعملية زرع جهاز تثبيت (fixateur ilizarov).
ولفت : “انا لبنظف الجرح عادة ولكن عندما وضعت الجهاز كانت اول مرة بيصفّر وجهي وبترجف ايدي انا وعم نظف الجرح”.
وروى الشاب القوي تفاصيل اليوم الذي اتخذ فيه هذا القرار الصعب، وقال:”وصلت لنهار في المستشفى الاوجاع ما طبيعية ومش محمولة”، مشيرا ان الوجع كان 10\10 لدرجة انه ضرب قدمه بالسرير، وتابع:”علّقولي كيسين مورفين، بس انا ضليت واعي ووجعي ما راق”. وبعد ذلك بساعات، اخذ ابن الـ18 عاما القرار باجراء عملية البتر، وابلغ والدته والطبيب بذلك، فقال له الاخير انه “القرار الانسب”.
وتحدث بلال عن الوضع الصعب الذي وصل اليه: “انا وصلت لحلقة مفرغة…العظم عندي ما بينمو يعني بدي ضل حاطت الجهاز…ودكتور الـinfection كان حاطتني قدام الامر الواقع وقال انه طول ما في جسم غريب باجري ما ح تروح البكتيريا، يعنى كل عملية بدي اعملها بدها تلتهب وارجع فوت على المستشفى”، بحسب ما قال لموقع بنت جبيل.
بلال، صاحب الارادة والروح المرحة، ابلغ اصدقائه بقرار خضوعه لعملية البتر، ممازحاً، عبر رسالة: “في اجر مستعملة لـ18سنة للبيع used as new مين بهمو!”، مشيرا ان اصدقائه ساندوه بقراره بعدما شرح لهم تفاصيل حالته، وقاموا بالثناء على ارادته وقوته من خلال العديد من المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الشاب خضع لعملية البتر الاربعاء الماضي، واليوم يخرج من المستشفى بعد ما يقارب الشهر والنصف فيها. وبعد ان تخف الاوجاع ويلتئم الجرح، سيبدأ بالخضوع للعلاج الفيزيائي ويُركب طرف اصطناعي، ليبدأ فصل جديد من حياته خالٍ من الآلام والأوجاع.
بنت جبيل. أورغ